ونحن علي مشارف انتخابات رئاسية في الأيام القادمة. دعونا نصارح أنفسنا ونتكاشف. فقد عشنا أياماً قبل عام 2010. كانت الدولة قاب قوسين أو أدنى من الترهل والانزواء. هذه حقيقة ومن قال بغير ذلك ففي قلبه مرض وعلي عينه غشاوة.
ثم كانت أحداث 2011م، وما تبعها من فوضى وصفتها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أنها ستكون فوضى خلاقة وأن ما يحدث سيكون كآلام المخاض هكذا قالت؟. كنا نسمع هذه المصطلحات الغريبة ونحن نضع أيدينا علي خدودنا لم نكترث وقتها لما يحاك لنا وما ينتظرنا من مصير مؤلم. مرت الأيام والشهور ومصر تعيش حالة من الاضطراب والخلل.
وتمكن الإخوان الإرهابيون عبر إعلامهم المضلل والمأجور في الداخل والخارج من تهيئة الجو. وسيطروا فعلا علي مفاصل الدولة وأركانها وقدموا النطيحة والمتردية وما أكل السبع. وأمتد الأمر إلى الجلوس علي كرسي الرئاسة المصرية بالمخالفة لكل الأبجديات ومنها أنهم لأوزن لهم.
ورأينا بأم العين وسمعنا بأنفسنا الهرج والمرج والإسفاف الذي أصاب كل المؤسسات وأصبحنا أضحوكة أمام العالم وتراجع دورنا في كل المحافل والفعاليات الدولية ولم يعد لنا دور حيوي. وجاءت ثورة التصحيح في 30 يونيو 2013م لتعيد البلاد إلى أهلها بعدما اختطفها الأوغاد ولتنهض من كبوتها وتقدم الصفوف أحد أبنائها النبلاء من تربوا فيها وشربوا من نيلها رجلا لا يعرف إلا الجد وأن الحديد لا يفله إلا الحديد إنه (عبد الفتاح السيسي) كان يعلم أن المهمة صعبة بالتأكيد وحمل كفنه على يديه وراهن المغرضون علي خسارته إلا أنه كان مؤمناً أن مصر دولة كبيرة ولا يستساغ أبدا أن يقود دفتها الصغار.
تحدي الأعداء في الداخل والخارج ووقف الشعب معه وفي خندقه بعدما رأي المخاطر تتكالب فوق رأسه والمؤامرات تحاك له سراً وعلانية. تخطي القائد كل الصعاب الثقال وخاض معركتين متوازيتين
الأولي وهو يواجه الإرهاب الذي سبق زرعه في سيناء وفي داخل البلاد وقدمنا التضحيات المتتالية من الشهداء والمصابين بنفس راضية لأننا نعلم أن الأوغاد يريدون إسقاط البلاد وخروجها من كل المعادلات ولذا كنا ندرك أن التضحيات سوف تكون كبيرة وعظيمة في مواجهة أعداء الإنسانية.
الثانية: معركة البناء فقد كنا فعلاً وقولاً في شبه دولة وكان لا بد من نحت الأسس والأركان لنقيم دولة رائدة وهي الجمهورية الجديدة. ونجح القائد وما زال العطاء مستمراً ومعه كل أجهزة الدولة وما زالت معركة البناء مستمرة في كل الاتجاهات تخفيفاً عن كاهل الشعب الذي ضحي وانتفض طالب النجدة ونعود بالذاكرة إلى الوراء أين كنا؟ وأين نحن الآن.
نعم كنا علي مشارف السقوط وأصبحنا بفضل الله ورجال مصر الأوفياء وفي مقدمتهم قائد بحجم وقدر الرئيس عبد الفتاح السيسي
نعيش حالة من الاستقرار والاستمرار والهدوء. صحيح نحن نعاني كغيرنا نتيجة للأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم والأحداث التي كان لها تأثيرها الفاعل علي الجميع إلا أن الامل يظل معقوداً علي القيادة المخلصة وربان السفينة الذي تخطى الصعاب من قبل وما زال ليستكمل المشوار الذي بدأه والمشوار مازال ممتداً والطريق بالتأكيد ليس سهلاً ولا ممهداً. الذي تخطي صعاب الأمس قادر بعون الله علي العبور بالسفينة إلى بر الأمان.
وإلى هؤلاء الهواة الذين يتلاعبون بمشاعر الناس لا سيما البسطاء كفاكم كذباً وكفي هراءً ودجلاً ومهلاً ثم مهلاً؟؟ فقد تعلمنا أن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين وقد لدغنا علي أيديكم مرات ومرات. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.
حفظ الله مصر أرضاً وشعباً ورئيساً…
الشيخ/ سعد الفقي
كاتب وباحث