شاركت \”فيناسترا\”، وهي المزود العالمي لتطبيقات وأسواق البرامج المالية، في مؤتمر ومعرض \”سايبوس\” (Sibos) الذي عقد الأسبوع الماضي وجمع تحت قبّته كوكبة من نخبة خبراء القطاع لتبادل الأفكار واستعراض تصوراتهم القيّمة حول اتجاهات الخدمات المالية. وقد شكل موضوع مستقبل التجارة، على وجه الخصوص، محط الاهتمام الأبرز، وشهد نقاشات موسّعة، لاسيما في ظل استعداد القطاع للتوجه نحو حقبة جديدة من التجارة الرقمية الحقيقية.
وتحدث إيان ماكلينان، رئيس قسم تمويل التجارة وسلسلة التوريد في \”فيناسترا\”، في حلقة نقاشية استضافتها شركة \”آي بي إم\” IBM، لمناقشة دور الرقمنة الشاملة في تمويل التجارة وسلسلة التوريد. وخلال الجلسة، التي ترأسها شانكر رامامورثي، الشريك الإداري العالمي للخدمات المصرفية في شركة \”آي بي إم\” IBM، ناقش المشاركون كيف يمكن لنهج المنصة الذي يستفيد من الذكاء الاصطناعي والبيانات في الوقت الفعلي وزيادة الشفافية وإلغاء العمليات اليدوية أن يساعد المؤسسات المالية على تحقيق قيمة أكبر وتعزيز كفاءتهم ومستوى أدائهم في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
تشمل أبرز النقاط الرئيسية المستخلصة من الجلسة النقاشية بعنوان، \”التحول الرقمي للتجارة وسلسلة التوريد: حلول اليوم، وتطلعات المستقبل\”، ما يلي:
1- تحديات رقمنة التجارة: إن رقمنة التجارة، المدعومة بأحدث التطورات التكنولوجية، مثل \”بلوك تشين\” والذكاء الاصطناعي، لطالما كان محور نقاش رئيسي لسنوات عديدة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات ماثلة، مما يساهم في اتساع فجوة التمويل التجاري. لا تزال العديد من المعاملات تعتمد على الورق بسبب الممارسات التقليدية وسلاسل التوريد المتوزعة في دول مختلفة. يتطلب تمويل التجارة وسلسلة التوريد الحديثة معالجة مباشرة، غير أن رقمنة العمليات الورقية واليدوية لايزال يمثل رحلة صعبة. ومع ذلك، فإن الابتكار في التجارة لم يكن ليحدث في السابق بالوتيرة ذاتها كما هو عليه الآن. لقد أصبحت التكنولوجيا اليوم ناضجة بشكل كبير لدرجة أنه يمكن اعتمادها ومواءمتها على نطاق واسع.
2- فرص وإمكانات الذكاء الاصطناعي: عندما يتعلق الأمر برقمنة المستندات، فإن الذكاء الاصطناعي يوفر الحل الأمثل للتغلب على بعض التحديات المرتبطة بخاصية التعرف البصري على الحروف (OCR)، حيث يمكنه \”قراءة\” المستندات واستخراج المعلومات المطلوبة، وتقديم رؤى قابلة للتنفيذ دون الحاجة إلى استخدام نماذج عديدة لأنواع مختلفة من المستندات. بالإضافة لذلك، يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على تمكين الشركات من التعامل مباشرة مع الأنظمة المصرفية باستخدام اللغة الطبيعية للعثور على المعلومات ذات الصلة، مثل تحديد مصادر حلول رأس المال العامل التي تناسب احتياجاتهم. ومن أجل التبني الشامل للذكاء الاصطناعي، يتطلب الأمر إحداث تحول حاسم في ثقافة عمل البنوك والشركات، إلى جانب الاستعداد للامتثال بالأنظمة المرتقب صدورها بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي.
3- أهمية التعاون: في حين أراد اللاعبون البارزون في القطاع في أوائل القرن الحادي والعشرين بناء كل شيء بأنفسهم للحفاظ على سماتهم التنافسية، فإن هذه الحلول المعدة مسبقًا اليوم تعمل على إتاحة مزايا تكامل أسرع وأكثر سلاسة. ومن شأن التعاون مع شركات التكنولوجيا والتقنية المالية أن يدعم تكامل الحلول المتعددة عبر منصة موحدة، مما يجعل بمقدور البنوك تقليل الوقت المستغرق لطرح المنتجات الجديدة في السوق. هناك بالفعل حلول لرقمنة المستندات والتحقق من الامتثال واكتشاف الاحتيال – وهذا من الممكن تحقيقه بسهولة عن طريق ربط تلك المهام معاً في حل متكامل وقابل للتشغيل البيني بشكل فعلي. كما أن استخدام الحلول \”كخدمة\” يقلل أيضاً من العوائق التي تحول دون ضم عملاء جدد إلى البنوك، بالإضافة إلى أنها تزودها بالمرونة اللازمة لمواكبة المتطلبات المستجدة.
4- تبني نهج الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية: في ظل التركيز المتزايد على الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، يجب على البنوك فهم لوجستيات سلسلة التوريد الخاصة بها وعملائها من الشركات، بما في ذلك كيفية الحصول على السلع ونقلها، وتأثير انبعاثاتها. وبمقدور البنوك فيما بعد تقديم عروض تمويل مناسبة لعملائها من الشركات لدفع عجلة نموها وتقدمها. إن غياب مؤشرات الأداء الرئيسية الموحدة ومصادر البيانات المجزأة يُعيق عملية إعداد تقارير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، لكن البنوك لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي. لقد أصبحت الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية مطلباً تنظيمياً ودافعاً ضرورياً لتحقيق نتائج مالية واستدامة أفضل للأعمال.
– انتهى –