قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن الكشف الجديد في المنيا عُثر فيه على كلاب محنطة في هيئة «أنوبيس» وهو إله التحنيط المصري، ويعتبر واحدًا من أقدم الآلهة في الحضارة المصرية القديمة، ويُحتمل أن أنه ظهر استجابة للكلاب البرية وحيوانات بنات آوى التي تنبش القبور التي دُفنَت فيها الجثث حديثًا، وجرى تصويره بهيئة كلب أسود أو هجين بين كلب وابن آوى بآذان مدببة أو بصورة رجل مفتول العضلات برأس ابن آوى، وقد ميز بلونه الأسود رمز تعفن الجسد وتحلله، كما رمز لتربة وادي النيل الخصبة التي مثلت التجدد والحياة.
الألقاب التي حصل عليها أنوبيس
وأوضح الخبير الأثري، في تصريحات لـ«الوطن»، أن أنوبيس قد حمل العديد من الألقاب، منها «خنتى إمنتيو» والتي تعني «إمام الغربيين»، إشارة إلى الموتى المدفونين في المقابر في الغرب، بالإضافة إلي باللقب «خنتى سَح نثر» والتي تعني رئيس السرادق أو الخيمة الإلهية أو المقدسة، وذلك إشارة إلى المكان الذى تتم فيه عملية التحنيط، ونجد أن وابن آوى أو الذئب، وكان يقود المتوفى في العالم الآخر، وأحياناً ما كان يتجسد في شكل حيوان ابن آوى، قد اعتبر إلهاً جنائزياً عظيماً، وبنيت له معابد كرست لعبادته في مصر الوسطى، وعُبد أنوبيس في القيس عاصمة الإقليم السابع عشر من أقاليم مصر العليا، والذي كان يُعرف باسم «إنبـو».
وأشار «عامر»، إلى أن المصريين القدماء قد صوروه على هيئة كلب يربض على قاعدة تمثل واجهة المقبرة أو في وضع مزدوج متقابل ومثل كذلك على هيئة إنسان برأس كلب، وقد اتخذ كذلك صفة المحنط لأنه قام بتحنيط الإله أوزيريس، وكان له دوراً كبيراً في محكمة الموتي فكان مسؤولاً عن وزن قلب المتوفى في قاعة المحكمة، إذ يقوم باستقبال المتوفى في قاعة أوزير، وكان يتم تصويره أسفل الميزان واقفاً أو راكعاً.
عملية الحنيط
وأشار إلى أن هذا الإله ارتبط بعملية التحنيط من خلال دوره في تحنيط المعبود أوزير في أسطورة أوزير الشهيرة، فقد كان بالنسبة للمصريين حامي كلا من المومياء والمقبرة، وهو أول محنط، الذي حنط جسد أوزير.