أطلقت جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، الرائدة عالمياً في مجال برامج التعليم التنفيذي، برنامج شهادة المناخ والأعمال والمخصّص لشركة أرامكو السعودية، ويتمّ تقديمه في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية.
يهدف البرنامج إلى إثراء فهم المشاركين للتحديات العالمية الصغرى والكبرى المرتبطة بعمليات التحول للوصول إلى الحياد الكربوني، بما في ذلك الآثار المالية والمخاطر التي تنجم عنها والفرص التي توفرها. كما يزودهم بالأدوات التحليلية لتقييم انبعاثات غازات الدفيئة في منظمتهم، وتطوير استراتيجيات طويلة وقصيرة الأجل للحد من الانبعاثات الكربونية، وتعزيز مشاركة الجهات المعنية في المسائل المتعلقة بتغير المناخ، والمساهمة الفعالة في دفع عجلة التحول نحو تحقيق الحياد المناخي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور بابلو مارتين دي هولان، عميد جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر: “يركز البرنامج على الاستدامة، ويهدف إلى تعزيز الابتكار لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية المرتبطة بتغير المناخ. وانطلاقاً من دور التعلم في الوصول إلى الحلول المبتكرة، تدرك أرامكو السعودية أهمية هذه المبادرة باعتبارها التزاماً استراتيجياً تجاه مواهبها، لتزويد قادتها بالمهارات والقدرات التي ستسمح للشركة بالتكيّف والتحوّل عند الحاجة. ويسرنا في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris أن ندعم أرامكو السعودية، التي تؤدي دوراً رائداً في رحلة التحوّل لمعالجة قضايا تغير المناخ والاستدامة بشكل عام”.
وأكمل المشاركون الـ 48 في البرنامج مؤخراً وحدات دراسية ركزت على تزويدهم بفكرة عامة حول تغيّر المناخ وتأثيره على الأعمال ونماذجها، وتناولت عدة مواضيع، بما في ذلك الجوانب الجيوسياسية والاقتصادية والعلمية لإطار التغير المناخي العالمي، والتحول المستدام لسلسلة التوريد، واستراتيجيات التحول نحو تحقيق الحياد الكربوني، ونماذج الإدارة، ومبادئ القيادة، والاستفادة من الحوكمة الفعالة لتحقيق الأهداف والاستدامة في قطاع النفط والغاز.
ومن جهته، قال دانييل هالبهير، بروفيسور في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris، والمدير الأكاديمي المشارك للبرنامج، والمسؤول عن أبحاث مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار حول نماذج الأعمال للاقتصاد الدائري: “يقدم البرنامج أمثلة حول الأساليب التي يمكن أن تعتمدها الشركات في العديد من القطاعات للمساهمة بشكل استباقي في تحقيق أهداف الحياد المناخي على المستوى الوطني، والتعاون لرسم ملامح مستقبل أكثر إشراقاً لجميع المعنيين. وتعد مشاركة مؤسسات رائدة، مثل أرامكو السعودية، في تطوير المهارات في مجال الاستدامة أمراً مهماً لممارسات الأعمال الخاصة بها، وتلك الخاصة بمنظومة القطاع عموماً والقطاعات الأخرى”.
وأشار البروفيسور جان ميشيل جوتييه، المدير التنفيذي لقسم الطاقة والتمويل في جامعة الدراسات العليا للإدارة HEC Paris والمدير الأكاديمي المشارك للبرنامج، إلى مخاطر المناخ باعتبارها التهديد الأكبر والأوسع نطاقاً للاقتصاد العالمي، مما يضع مسؤوليات كبيرة على عاتق جميع الشركات والدول. وقال: “يجب على المديرين في جميع المجالات التعرف على تحديات التحول في قطاع الطاقة، والتأثيرات الاقتصادية والمالية لهذه العملية، حيث لم يعد بإمكان أي شركة أن تتجاهل المعايير المتعلقة بالمناخ أو الطاقة في عملية صنع القرار، فضلاً عن الأثر الجيوسياسي مع تراجع أهمية حقوق ملكية المعادن والنفط والغاز أمام أولوية امتلاك تقنيات منخفضة الانبعاثات الكربونية.
ويتمحور البرنامج حول دعم تطوير المواهب والقادة في المنطقة، كما يمثل نقلة نوعية في جهود الجامعة وأنشطتها في المملكة العربية السعودية، إذ يأتي بعد إطلاق برنامج جديد في أساسيات الأعمال للهيئة العامة للأوقاف، وبرنامج الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال والذي تقدّمه الجامعة في الرياض بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة، والذي بدأ بقبول الدفعة الثالثة من المشاركين. وبدوره، يقول جوشوا كوب، المدير التنفيذي للشراكات والنمو في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر: “تعمل الجامعة من خلال فرعها في قطر على تلبية احتياجات تنمية المواهب والقادة في جميع أنحاء المنطقة لأكثر من عقد، مما يعزز مكانتها وعلاقاتها الوثيقة مع مجتمع الأعمال. تشهد المملكة العربية السعودية تحوّل إيجابي ويسرنا المساهمة في تحسين الممارسات في قطاع الأعمال وتعزيز قدرة الشركات على الابتكار في المملكة وفي جميع أنحاء المنطقة”.