توقفت لحظات أمام صورة كانت منتشرة بعد حادث القطار الشهير في طوخ ، هذه الصورة التي خرجت للرأي العام بكل تلقائية ومثلها الكثير والكثير الذي يظهر من أهل الكرم ولاد البلد ، أصحاب المعد الأصيل فهم ليسوا الأغنياء بالمال ولكن بعزة النفس وكرم الضيافة هم الأغنى .
الصورة قد أعجبت البعض وقد تكون أذهلت الكثير من الناس ، لما فيها من معاني كثيرة أبرزها هم البسطاء الذين حملوا من قوتهم وطعامهم ليسارعوا بتقديمه للمتضررين من الحادث ، الأمر الذي جعلني وجعل الكثير منكم توقف عن نقطة مهم وهي الجمعيات الخيرية التي تطل علينا يومياً باعلاناتهم وجمعهم للتبرعات ؟ بالإضافة لدور المجتمع المدني من مؤسسات ورجال أعمال ورموز مجتمع في مكانهم أينما كانوا ؟ فالجميع عليه دور وواجب لابد أن يؤديه ، ولكن هل كل منا يعلم دوره ؟!
صورة السيدة التي حملت على رأسها طعام البسطاء والأكل كما يطلق عليه \” أورديحي \” وهو المقصود به الطعام الأساسي دون لحوم أو دجاج بجواره ، في هذه اللحظات أي طعام سيكون بمثابة وليمة كبيرة مهما كانت تفاصيله لظروف الموقف وبالتالي يحمل المتضرر الشكر والعرفان لمن فكر فيه في أزمته .
الأمر أيضاً يتطلب منا نظره لدور الوزارات المعنية سواء التضامن الإجتماعي أو التنمية المحلية وأيضا النقل فعليهم دور أيضاً ولابد من تنسيق بين تلك الوزارات ووزارات أخرى وجمعيات خيرية على مستوى الجمهورية للتحرك السريع في حالة حدوث أزمات وكوارث مثلما شاهدنا في قطار سوهاج أو قطار طوخ ، كان هناك الألاف من المواطنين المتضررين .
فمواقف ومجدعة المصريين موجودة وتظهر وقت الأزمة بشدة وتظهر المعد الأصيل ، المطلوب في هذا التوقيت ليس بالكثير ولكن الأهم هو الرعاية الصحية بالتوازي مع توفير الماء والطعام والمأوى لوقت ليس بكثير ولكن في حينها يعتبر أعوام .
ما أريد التوصل له أن وصول الشعب للشعب أسرع فالدولة سهلت للجمعيات والمؤسسات الخيرية عملها ، فأمل أن تكون عن حسن الظن وأن يكون هناك تعاون وقت الأزمات .
المشهد والصورة التي ظهرت قد يكون مثلها الكثير والكثير الذي لم يخرج للرأي العام ولكن الأكيد أننا لازلنا بخير والخير فينا .