أكد السفير السعودي لدى إيران، مساء اليوم الثلاثاء، أهمية تعزيز العلاقات وتكثيف التواصل واللقاءات بين المملكة وإيران، ونقلها نحو آفاق أرحب كون المملكة وإيران جارين.
وقال السفير عبدالله بن سعود العنزي لدى وصوله إلى العاصمة طهران اليوم: \”إن توجيهات القيادة الرشيدة ـ أيدها الله ـ تؤكد أهمية تعزيز العلاقات وتكثيف التواصل واللقاءات بين المملكة وإيران، ونقلها نحو آفاق أرحب كون المملكة وإيران جارتين وتمتلكان الكثير من المقومات الاقتصادية والموارد الطبيعية والمزايا التي تساهم في تعزيز أوجه التنمية والرفاهية والاستقرار والأمن في المنطقة وبما يعود بالنفع المشترك على البلدين والشعبين الشقيقين\”.
-إعلانات-
وتعد هذه هي المرة الأولى لوصول سفير سعودي إلى العاصمة الإيرانية طهران، منذ عام 2016، وذلك على خلفية استئناف العلاقات بين البلدين.
السفير السعودي لدى إيران
كما أكد أن رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، تمثل خارطة طريق تعكس جميع أوجه التعاون التي يمكن البناء عليها لتعزيز التعاون بين البلدين، وفق منظور استراتيجي يرسخ مبادئ حسن الجوار والتفاهم والحوار البناء الهادف والاحترام ويعزز من الثقة المتبادلة بين البلدين، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية.
ووصل السفير الإيراني علي رضا عنايتي إلى الرياض استعدادًا لمباشرة مهامه كسفير لإيران بالسعودية.
التباين في السياسات الأمريكية بين الإدارات الديمقراطية والجمهورية
في سياق متصل، علق الدكتور معتز سلامة الخبير والمحلل الاستراتيجي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، على مستقبل الاتفاق السعودي الإيراني وإمكانية تراجع المملكة عن اتفاقها مع طهران في حالة وصول إدارة أمريكية جديدة إلى البيت الأبيض.
وقال سلامة في تصريحات لـ «فيتو»، إن الفترة الأخيرة شهدت بالتأكيد قدرا من التباين في السياسات الأمريكية بين الإدارات الديمقراطية والجمهورية، لافتا إلى أن الاختلافات دائما ما كانت تظهر في الملفات الداخلية دون المساس بالملفات الخارجية.
وأوضح الخبير في مركز الأهرام للدراسات، أن التحالف بين السعودية والولايات المتحدة المقام منذ أكثر من 70 عام كان قوي للغاية، مشيرا إلى أن الضمانة الأمنية التي كانت تكفلها واشنطن للمملكة منذ عقود لم تعد تتحلي بنفس القدر من المتانة وأصبح هناك ضبابية بشأنها خصوصا مع وصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض.
الولايات المتحدة لازالت الدولة العظمى والمهيمنة في العالم
وتابع: \”السعودية تأمل في عودة العلاقات إلى طبيعتها مع الولايات المتحدة.. وتقدر تماما أن أمريكا ما زالت الدولة العظمى والمهيمنة في العالم\”، مشيرا إلى صعوبة التخلص من تبعات علاقات مستمرة بين البلدين منذ نحو 70 عام وبناء علاقات جديدة مع قوى عظمى أخرى، خصوصا وأن تلك القوى الأخرى لا تقدم ما تقدمه الولايات المتحدة.. فأمريكا كان لديها استعدادات لتقديم ضمانات أمنية للمملكة، بينما الصين لا تطرح هذه الرؤية ومازالت سياستها الخارجية وعقيدتها العسكرية غير واضحة ولم تتبلور.. والتحركات الاقتصادية فقط هي التي تطغى على سياسة بكين\”.
وأضاف: \”السعودية تحاول أن ترسل رسائل إلى أمريكا من خلال تحركاتها الأخيرة تفيد بأنها تمتلك العديد من الخيارات سواء مع الصين أو روسيا أو تركيا أو مصر أو حتي مع إيران وأنها تستطيع تغيير المعادلات والحسابات دون الحاجة للضمانة الأمنية الأمريكية.. فقد كانت تحتاج تلك الضمانة في مواجهة الدول المعادية مثل إيران.. ولكن بعد اتفاق الرياض وطهران في مارس الماضي تراجع نصف الاحتياج الأمني السعودي للولايات المتحدة.. وبالتالي فإن المملكة تضرب تفكير صانع القرار الأمريكي في العمق\”.
مستقبل الاتفاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران
وأكد المحلل في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن العلاقات السعودية الايرانية حاليا في مرحلة لم تتضح ملامحها بعد وعملية انتكاس العلاقات مازالت مطروحة، مشيرا إلى أن طهران إذا سعت لنجاح العلاقات مع المملكة وتوطدت العلاقة بين البلدين، قد تمثل الرياض دور الوسيط بينها وبين واشنطن وقد تؤثر أيضا في الموقف الأمريكي بشأنها في حالة وصول إدارة أمريكية بفكر جديد إلى البيت الأبيض ومن الممكن أيضا أن يتم ممارسة ضغوط كبيرة على المملكة من أجل حثها علي العودة عن المسار المتعلق بايران