كتبت : نجلا الرملي
الجرائم، وخاصة القتل، رغم قبحها، تثير الفضول والرغبة في المعرفة لدى عامة الناس. حدث هذا منذ أكثر من 100 عام، وأول من استغل هذا التأثير هي مجلة اللطيف المصورة، والتي تعتبر من أوائل المجالات في مصر. استثمرت المجلة في نقل الحوادث والجرائم بعد اكتشافها. فهو يزيد من فضول الجمهور ويزيد من توزيع المجلة
وكان كل عدد أسبوعي يدور حول حادثة أو جريمة جديدة، وفي عام 1920 كثرت هذه الجرائم، وكانت ثروة للصحافة في ذلك الوقت. استخدمت الصحافة كلمة سفاح أكثر من مرة للإشارة إلى المجرم على أنه مختل. ومن أشهرهم في تلك الفترة (عبد الحميد عمر) شهرته حميدو والخديوي عباس حلمي الثاني أعطاه لقب فارس، واشتهر حميدو بصراحته الشريرة (أنا حميدو الفارس). ولم تهدأ الإسكندرية إلا بعد وفاته عام 1936.
وبعد حميدو بدأت الصحافة تهتم بقصص أشهر سفاح في مصر محمد منصور (خط الصعيد) الذي قتل 70 فردا من عائلة واحدة انتقاما منه، وبعد أن ذبح عددا من الجنود البريطانيين وطالبوا باعتقاله، فأطلق عليه الرصاص 21 رصاصة. انتهت الأسطورة بعد مقتل 600 شخص.
وأيضاً السفاح الذي تسبب في تأميم الصحافة المصرية وألهم نجيب محفوظ (محمد أمين سليمان) الشهير بسفاح اللص والكلاب، والذي سمي على اسم تحفة نجيب محفوظ.
غطت صحيفة الأخبار كافة الأخبار في الفترة ما بين 3 و16 أبريل 1960. وفي 10 أبريل نشرت الأخبار خبر مقتل السفاح ، وفي أسفل الخبر بنفس الخط، أخبار جمال عبد الناصر في باكستان، وتم الفصل بين الخبرين بفاصل خطي بسيط. وتداول القراء الخبر بهذه الطريقة (مقتل السفاح عبد الناصر في باكستان)، الأمر الذي أزعج السلطات المصرية في ذلك الوقت، فقامت بتأميم الصحافة المصرية